سنجد داخل النظام الشمسي؛ الكواكب الداخلية – عطارد، الزهرة، الأرض، والمريخ- والتي سميت بالداخلية لأن مداراتها قريبة من الشمس. إضافة إلى ذلك، يوجد لهذه الكواكب عدد من الاختلافات الرئيسية التي تميزها عن الكواكب في أماكن أخرى من النظام الشمسي.
بالنسبة للمبتدئين، الكواكب الداخلية هي كواكب أرضية صخرية، تتكون في الغالب من السيليكات والمعادن، في حين أن الكواكب الخارجية هي عمالقة الغاز. كما أن الكواكب الداخلية متباعدة أكثر من الكواكب الخارجية في النظام الشمسي. في الواقع، يصل نصف قطر المنطقة بأكملها أقل من المسافة بين مدارات كوكب المشتري وزحل.
بشكل عام، تكون الكواكب الداخلية أصغر حجمًا وأكثر كثافة من نظيراتها الخارجية، ولا يوجد بها سوى أقمار أو حلقات تدور حولها. وفي الوقت نفسه، تحتوي الكواكب الخارجية في الغالب على العشرات من الأقمار والحلقات التي تتكون من جزيئات الجليد والصخور.
تتكون الكواكب الداخلية الأرضية إلى حدٍ كبير من المعادن الحرارية مثل السيليكات، والتي تشكل قشورها وعباءتها الخارجية، ومعادن مثل الحديد والنيكل التي تشكل قلبها. ثلاثة من الكواكب الأربعة الداخلية (كوكب الزهرة والأرض والمريخ) لديها أجواء كبيرة بما يكفي لتوليد الطقس. تحتوي جميعها على حُفر صدمية ومميزات أسطح تكتونية، مثل الوديان المتصدعة والبراكين.
من الكواكب الداخلية، عطارد وهو الأقرب إلى شمسنا وأصغر الكواكب الأرضية. لا يتجاوز مجاله المغناطيسي 1% فقط من مجال الأرض المغناطيسي، وغلافه الجوي رقيق للغاية ذلك يعني أنه حار خلال النهار (تصل الحرارة فيه إلى 430 درجة مئوية) ويكون متجمدًا في الليل (-187 درجة مئوية) لأن الغلاف الجوي لا يمكنه الحفاظ على الحرارة داخل الكوكب أو خارجه. يتكون معظم الكوكب من الحديد والنيكل، وليس لديه أقمار خاصة، وهو أحد أكثر الكواكب كثافة في النظام الشمسي.
يتمتع كوكب الزهرة، وهو نفس حجم الأرض، بغلاف جوي سميك كثيف يحبس الحرارة، مما يجعله الكوكب الأكثر سخونة في النظام الشمسي. يتكون غلافه الجوي من 96% من ثاني أكسيد الكربون، إلى جانب النيتروجين وبعض الغازات الأخرى. تتألف الغيوم الكثيفة داخل جو كوكب الزهرة من حمض الكبريتيك والمركبات المسببة للتآكل، مع القليل من الماء. يتميز معظم سطح كوكب الزهرة ببراكين وأودية عميقة – يبلغ طول أكبرها 6400 كم (4000 ميل).
الأرض هي الكوكب الداخلي الثالث، والكوكب الذي نعرفه بصورة أكبر. من بين الكواكب الأرضية الأربعة، الأرض هي الأكبر، والوحيدة التي تحتوي حاليًا على مياه سائلة، وهي ضرورية للحياة كما نعرفها. الغلاف الجوي للأرض يحمي الكوكب من الإشعاعات الخطرة ويساعد في الحفاظ على ضوء الشمس والدفء، وهو أمر ضروري أيضًا للبقاء على قيد الحياة.
مثل الكواكب الأرضية الأخرى؛ للأرض سطح صخري مكون من الجبال والأودية، ولُب مكون من المعادن الثقيلة. يحتوي الغلاف الجوي للأرض على بخار الماء، مما يساعد على تخفيف درجات الحرارة اليومية. ومثل عطارد؛ للأرض مجال مغناطيسي داخلي. أما عن قمرنا الوحيد، فيتكون من مزيج من مختلف الصخور والمعادن.
المريخ هو الكوكب الداخلي الرابع والأخير، ويعرف أيضًا باسم «الكوكب الأحمر – Red Planet» بسبب أكسدة المواد الغنية بالحديد التي تشكل سطح الكوكب. يحتوي المريخ أيضًا على بعض ميزات التضاريس الأكثر إثارة للاهتمام لأي من الكواكب الأرضية. وتشمل هذه التضاريس أكبر جبل في المجموعة الشمسية «أوليمبوس مونس – Olympus Mons» الذي يبلغ ارتفاعه 21229 مترًا (69649 قدمًا) فوق السطح، وواديًا عملاقًا يدعى «Valles Marineris» – يبلغ طوله 4000 كم (2500 ميل) ويصل إلى أعماق تصل إلى 7 كم (4 ميل).
أغلب مناطق سطح المريخ قديمة جدًا ومليئة بالحفر، ولكن هناك أيضًا مناطق جيولوجية جديدة على الكوكب. كذلك توجد في أقطاب المريخ أغطية جليدية قطبية تتقلص في حجمها خلال فصلي الربيع والصيف المريخيين. كوكب المريخ أقل كثافة من الأرض ولديه مجال مغناطيسي أصغر، مما يدل على نواة صلبة، وليست سائلة.
كما دفعت أجواء كوكب المريخ الرقيقة بعض علماء الفلك إلى الاعتقاد بأن المياه السطحية التي كانت موجودة هناك قد تكون في الواقع قد اتخذت شكلًا سائلًا، لكنها تبخرت منذ ذلك الحين في الفضاء. الكوكب له أقمار صغيرة تسمى «فوبوس – » و«ديموس – Deimos».
الكواكب الخارجية
تسمى الكواكب الخارجية أحيانًا (عمالقة الغاز)، وهي عبارة عن كواكب ضخمة من الغاز، تمتلك حلقات والكثير من الأقمار. وعلى الرغم من حجمها، فإننا نستطيع رؤية اثنين منهم فقط بدون تلسكوبات، وهما: كوكب المشتري وزحل. كان كوكبيْ أورانوس ونبتون أول الكواكب التي اكتُشفت منذ العصور القديمة، وأظهرا لعلماء الفلك أن النظام الشمسي كان أكبر مما كان يعتقد سابقًا.
كوكب المشتري هو أكبر كوكب في نظامنا الشمسي. يدور بسرعة كبيرة (10 ساعات أرضية) بالنسبة إلى مداره الشمسي (12 سنة أرضية). يتكون غلافه الجوي السميك -في الغالب- من غاز الهيدروجين والهيليوم، وربما يحيط بقلب صخري بحجم الأرض. يحتوي الكوكب على عشرات الأقمار، وبعض الحلقات الخافتة، وبقعته الحمراء العظيمة (هي عاصفة مستعرة حدثت منذ 400 عام على الأقل).
أما كوكب زحل فاشتهر بنظام حلقاته الواضحة – المكون من 7 حلقات معروفة، لها انقسامات وفجوات واضحة المعالم بينها. كما أن لديه العشرات من الأقمار. يتكون غلافه الجوي في الغالب من الهيدروجين والهيليوم، ويدور بسرعة (10.7 ساعة أرضية) نسبة إلى الوقت الذي يحيط به الشمس (29 عامًا).
اكتشف كوكب أورانوس لأول مرة بواسطة «ويليام هيرشيل» عام 1781. يستغرق اليوم على أورانوس نحو 17 ساعة أرضية، ويستغرق دورة كاملة حول الشمس خلال 84 سنة أرضية. تحتوي كتلته على الماء والميثان والأمونيا والهيدروجين والهيليوم، الذي يحيط بنواته الصخرية. يمتلك الكوكب عشرات الأقمار ونظام حلقي خافت. أما عن المركبة الفضائية الوحيدة التي زارته، فكانت المركبة الفضائية «فويجر 2» عام 1986.
وأخيرًا، كوكب نبتون البعيد. يحتوي الكوكب على الماء والأمونيا والميثان والهيدروجين والهيليوم، ونواة محتملة بحجم الأرض. لدى الكوكب أكثر من 10 أقمار و6 حلقات. كما قامت مركبة الفضاء ناسا «فوياجر 2» بزيارته ونظامه بحلول عام 1989؛ أثناء عبوره النظام الشمسي الخارجي.
